( صَـهْ ) بـقلم / أحمد نجم الدين - العراق
صَـهْ
ـــــــــ
في بيتنا العتيق؛
زارنا أحد العارفين !!
كُلّ ما فيهِ بانَ مُرصّعاً بـالزُّهد...
في جُعبتهِ كُتبٌ و دواوين شعرٍ من تأليفه؛
يبيعُ مؤلفاتهِ بـثمنٍ بخسٍ !!
ألقى لنا قصيدةً بـعنوان " صَـهْ " !!!
سألتهُ: هل قُلت " صَـهْ "؟
أكّد لي الكلمة...
مازلتُ أذكر بعض الأبيات ضبابيّاً !!
مع الخاتمة المُدهشة...
كانت من أجمل ما سَمِعتهُ في حياتي.
رأيتُ في عينيهِ الرّوميّ !!
وفي روحهِ المُحلّقة الرّاقصة درويشاً من ضوء...
كان خليطاً مُخضرماً عجيباً !!
ويكأنّهُ إنسيٌّ جنيّ من إحدى عوالم البحر...
في تلك الأثناء لمحتُ ظلّ طيف أبي !!
جالسٌ في إحدى الزّوايا على سريرهِ القديم...
لكن لم يَنبس بِـبِنت شَفَة !!
فجأة غفوت؛
الأرواح تتراكضُ يميناً و يساراً !!
وأنا متيبّسٌ من الخوف؛
أكاد أقول الله الله الله...
كُنت أظنّ أن الخنّاس سـيخنقُني !!
رغم درايتي التّامة بـالعناية الإلهيّة...
وأنا أذكر اِسمه بـبحّةٍ اِبتهاليّة يقينيّة الاِستجابة؛
عندما صحوت شعرتُ بـالقُشعريرة !!
كأنّما دبيبُ طيفٍ يتنمّلُ في عروقي...
بعد هذهِ الحادثة؛
تذكّرتُ بـأنّني لستُ غريباً عن عالم الأرواح !!
لأنّني زُرتهُ آنفاً عندما أُصبتُ بـاِكتئابٍ اِضطرابيّ حاد..
كم كُنتُ يائساً حينها... النومُ كان كلّ أُمنياتي !!
أذكرُ أشياءاً كثيرة؛
كلّما تغمضُ عينيّ يوقظني أحدهُم بـصيحةِ البعث !!
أخافُ المرايا، تعكسُ لي جانبي السّيّء...
أرمقُني بلا عينٍ بـنظرةٍ شيطانيّة !
بعدها تُطاردني مُعتكفةً خلفي بمجرّد الاِستدارة...
النّاسُ أجسادٌ سكارى، يراقبونني رغم أنّني لستُ أنا !!
الشّوارعُ كـالبيداء...
والأشجارُ بلا حفيفٍ تُمثّل بأنّها تحيا !
الشّمسُ باردةٌ تدرُك القمر، و اللّيلُ و النّهار مُلتقيان.
أصبحتُ ﺃُﻭﻗِﻦُ؛
بأنّ كلُّ مستحيلٍ مُمكن، و كلّ بعيدٍ قريب...
تلكُمُ نداءاتٌ من الماورائيّات؛
لعلّهُم قُرنائي الأربعون !!
فـأنا اِنطوائيّ لا أصدقاء و لا أصحاب لي؛
حتى في العوالم الأُخرى...
أو لرُبما كانت برقيّة من الآخرة؛
بعنوان " أصمت فـالموتُ قريب " !!
أو مجرد أضغاث.
( صَـهْ ) بـقلم / أحمد نجم الدين - العراق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليقات
إرسال تعليق