(أنيميا الاِستقرار العاطفيّ) بـقلم / أحمد نجم الدين - العراق

أنيميا الاِستقرار العاطفيّ
إنتومولوجي نصف بشريّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن أعشق أيّامي السّابقة قبل ملحمة السّدود؛
الأمر كـالنّزول لـبُركانِ الهواجس بـحبلٍ من نار !!
مياه المغادرين تجري في شريان ذاكرتي؛
كلّما أدخلُ في غيبوبةِ البحث في خضمّ اليقظة.
هروباً من واقع الإنسان أغوصُ في علم الحشرات !!
لـطالما حَلِمتُ بـالطّيران التّعقُّبيّ؛
فـأنا أُشبّهُ نفسي بـاليعسوب في حالة الجوع...
دائماً كُنت أبوحُ لـذُبابة الفضول كلّ أسراري المُتعفّنة !
لأنّني على يقين بـأنّ الطّبيعة سـتفترسُ ذاكرتها؛
في غضون ثواني قبل أن تُشبعني بـأزيزها.
عندما مُسختُ لـنحلةٍ عاملة؛
كان دويّ نداءُ جنان النّارنج عالقة في قوقعة البوح !!
لقد كُنت أتربّصُ ما وراء الصّمت الدّردار...
باحثاً بـتأنّي عن رغيفِ فاكهةٍ رحيقها حامض الصّوت؛
في لُجّة ثرثرة الاِنقراض.
المعارك الّتي حدثت في كوّة سُبات القانون؛
تجذّرت كـأرقٍ في الثلم المركزيّ لمُخيّ !!
فـفلقتني نصفين؛
حسيّ إنسانيّ، حركيّ حشريّ !!
كُنت أسمع دبيب النّمل الأحمر المُتعسكر؛
مابين مطرقة و سندان الخطّة...
الهدف هو الاِنقضاض على العناكب السّامة !!
الناسك البُنيّ و الأرملة الجنوبية السوداء...
مازال صرير أسنان الموت يعجّ في معدة البقاء.

عند كلّ عودةٍ لـطبيعتي الإنسانيّة؛
أجر أذيال خيبة الحياة يوماً بـيوم...
مُتعتي الوحيدة في متاهة العُزلة؛
التّغزّلُ بـالعشيقة الخياليّة !!
لأنّها كانت تُلبّسُني جلباب الشّوق؛
كلّما أُصيب جسدي بـعريّ الانتظار...
وتمسحُ من عيني غُبار الغياب !!
بـطلّة رُؤيا شديدة التّوق...
وعند النُّعاس؛
ترسلُ لي برقيّة عتبٍ مكتوبة بـرحيق الجُّلّنار...
من بساتين الزّنابق !!
على أجنحة الطّيور الطّنّانة...
هذه الاِهتمامات الرّوحانيّة كانت كفيلة
لأُبحر إلى البُعد الحادي عشر من عينيها...
بـسفينةٍ من قهوة !!
لـتُفسّر لي تلاطم الأمواج على كفّ الماء !!
فـتقرأ لي طالعي البحريّ معها؛
وتُسيقُ الأشرعة بـنسيم هديل شَعْرِها النّائم...
لـتسير بنا المجاذيف إلى جُزر سومطرة !!
أتخيّلُها مُستلقيةً كـحوريّةٍ مُشمسة؛
على رمالِ شاطئ الأحلام البنفسجيّة العطر...
تأخُذُني كـطفلٍ برمائيّ إلىٰ جنانِ مابين نهديها !!
ثمّ أخلُدُ في وجهها نوماً عميقاً...
حتّى مطلع البعث.

(أنيميا الاِستقرار العاطفيّ) بـقلم / أحمد نجم الدين - العراق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق