نظرية ( عكس الأمور ) ... بـقلم / ليلى الحنين
نظرية ( عكس الأمور ) أكتسبتها في غربتي، وهي ألا تتوقع الأمور الجيدة، لا أدري إن كان هذا عيبا لكنها كانت وسيلتي كي لا أجن.
عندما تطئ قدمك أرضا لا تعرفها لأول مرة تشعر أن الحياة قد رمتك في قعر زجاجة، كلما رفعت رأسك لتصعد، تجد نفسك في القاع من جديد، كل سنوات العجرفة و( الأنا) القوية، والاستقلالية، والمسوؤليات الصغيرة التي كانت أمي ترميها على كتفي.. تبخرت، تجلس أنت وحقائبك، تظللك لحظة لا تعرف فيها كيف تفرح أو كيف تحزن.. كل طرق الحياة تكون مغلقة في تلك اللحظة.
لم أكن أريد أن أتذكر، لكنها باغتتني ذكرى وصولي منذ عشر سنوات، لا أدري من وضع التاريخ على التقويم، لابد أنها أمي، أمي المتعبة من الذكريات القصية، كلما وضعت ليمونا في الشاي تتنهد بحزن، وأنا أسارع إلى الهروب معها، أقول لها دائما ( عليك أن تنسي) لكنها تطال قلبي بحكاياتها القديمة، وبدفاترها المشرعة إلى الماضي، أمي الآن عادت إلى عاداتها، إلى ذاكرتها الشابة التي لا تخطئ، وتلومني لأنني أحمل قلبا أسود لا يشتهي الحنين.
تدربت على الخلاص، هذا الذي لم يفلح فيه أغلب أحبائي، مازالت مساميرهم مثبتة في بيوتهم القديمة، وفي وجوه زوراهم، وظلوا يرتدون ملامحهم القديمة.
أكره تدوين التواريخ، لم أكتب ولا تاريخ في كتبي المدرسية، يبقى السطر فارغا إلى أن تملؤه المعلمة بالقلم الأحمر، لماذا علينا أن نتذكر كل شيء؟
عشر سنوات من الفراغ.
عشر سنوات من دون تدوين.
عشر سنوات منذ آخر مرة قلت لنفسي (تغيري).
تعليقات
إرسال تعليق