( اِضطراب كلاسيكي ) بـقلم / أحمد نجم الدين ــ العراق
اِضطراب كلاسيكي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
خسرتُ نفسي ريثما حضنتني الأُسود؛
لأصبح ضبعاً بذيل قندس !!!
روّضتني اِستماتة الحياة لأبقى بـنصفِ روح؛
أذكرُ كم كُنتُ مُستقيماً قبلما أكون مُهرّجاً !!
بعدما قَتَلَتْ الظروف فيّ براءة حسن الظّنون...
ذاك الطفل البريء الّذي كان يتسوّل رغيف الأُمومة؛
مات و هوّ يحبو لـرشفة حليبٍ مؤجّلة...
كلّفني الزّمن لأكون قاتلاً مأجوراً !!
بعد اِنتثار دم ضحيّتي الأولى على وجنتي !!
لم أكفّ عن البُكاء لعدّة أيام...
لكن المرّة الثّانية كانت باردة بلا اِرتجافة جفن !!
والآن أصبحتُ أضحك و أستهتر...
لأنّني لم أعد أملك أي شخصٍ مُقرّب !!
حتّى أنّني أمسيتُ أصبغُ وجهي بـألوان التّجاهل.
كُلّفتُ ذات يومٍ لـقتلِ اِبنة أحد زُعماء المافيا؛
في لحظة الضغط على الزّناد !
رأيتُ في عينيها طفولتي البريئة...
تعرّق تركيزي !!
مسحتُ وجه بُندقيّتي بـروحي الشّاحبة؛
وأعدت التّوجيه لـجبهتها النّاصعة !!
تَكوّنَ الضّباب في عيني من دموعي السّاخنة...
وكأنّها المرّة الأولى.
لقد عاد ماء الحياة إلى مجرى قلبي المُحتضر !!
كان القرار هذه المرّة قتل نفسي بـسكّين الهروب...
الرّصّاصة الّتي اِخترقت جُمجمتي كانت مُبلّلة؛
أتت من قنّاصٍ ماهر كُنت أنا ضحيّته الأولى !!!
شعرتُ بـدموعهِ في ذاكرتي الّتي جفّت على
باب دار ضحيّتي الأخيرة الغير المُنفّذة؛
الّتي كانت تعاني من مرض التّوحد.
أحمد نجم الدين - العراق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليقات
إرسال تعليق