«استثمار» بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق
بعد خلوة سُكرٍ عالية النّصاب؛
خرجتُ من مجلس المافيا عاري العقل...
اِتّجهتُ إلى إحدى بيوت المعاصي !
صادفتُ في طريقي مُشرّدة سمراء؛
تحمل في حضنها طفلًا رضيعًا...
جفّ ثديُها و لم تكُن تملك ثمن الحليب،
أعطاها أحدهُم كلّ ما في محفظته...
و قال لها: أين تسكُنين؟
قالت: في الرّصيف الحادي عشر / من الفُقر...
قال: هذا عنوان مكتبي، أرجو أن تزوريني.
اِصطدمتُ بهِ قصدًا ثمّ اِعتذرت؛
لكنّني سرقتُ محفظته !
كما يحدث في أفلام الهوليوود...
فـأنا أُجيد ألعاب الخفّة منذُ نعومة أظافري،
وضعت فيها عُملة ذهبيّة نادرة !
أعطاني إيّاه أحد الزّاهدين؛
عندما سُرِقَ كلّ أموالي في مدينة العُبّاد !
كي لا أفقُد الإيمان بـالصّالحين...
رغم أنّي فقدتُ نفسي !
طلبتُ من أحد المُغنّين في الشّوارع؛
أن يُرجِعَ المحفظة لـصاحبه...
مُتظاهرًا بأنّها وقعت منهُ في حيّ المُشرّدين !
قام بـمُهمّته بـأمانة، فـأعطيتهُ مئة " يورو "...
بعد عدّة أيامٍ و بعد ليلةٍ حمراء؛
سـألتني إحدى الغانيات !
هل تعلم كم تساوي هذه العُملة؟
- بعد دقيقة صمتٍ و تعجُّب !
قلتُ: إنّها فريدة و غالية الثّمن جدًا،
و يجب عليكِ أن تستثمريه.
بعد حوالي شهرين؛
كُنتُ أتمشّى في إحدى الأحياء النائية...
مرّت من جنب الرّصيف سيّارة فارهة !
كانت مُسرعة، مالكُها أحد كبار المُجرمين،
فـتلطّختُ بـالطّين !
من قمّة رأسي حتّى أخمص قدمي،
كمّلتُ المسير مُتذمّرًا...
حتى رأيتُ اِمرأة معها طفلة صهباء،
مُصابةٌ بـمُتلازمة داون !
عندما اِقتربا، ظنّت الطفلة بـأنّني فقير...
فـمدّت يدها المُضيئة لـجيبها الصّغير؛
و أخرجت تلك العُملة المُباركة !
ثُمّ أهدتها لي، و قالت: سـتحرسُك...
فـَضَحِكْتُ ضحكةً صاخبةً !
و لم أسكت حتّى اِغرورقت عينيّ...
فـأجهشتُ بـالبُكاء.
«استثمار»
أحمد نجم الدين / العراق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليقات
إرسال تعليق