« بُهلول » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق
بُهلول؛
طفح الكيل...
و اِنقلبت موازين الشِّعر !
أنا عند حافة شلّال جبل الأبجديّة؛
رياحُ البلاهة العاتية من صوبِ الجّهل،
تُقطّعُني إربًا إربًا بـسكّين أزيزها !
فـأتساقطُ قصصًا قصيرةً مبعثرة النّوح...
من الألفِ إلى الياء إلى جبّ النّقد الغير بنّاء !
نعم؛ لستُ بـشاعرٍ و لا بـكاتب...
أنا فقط أنحتُ وجوه المارّة بـالكلمات؛
على جدار الشّوارع العازبة من الفِكْر...
دعوني أقولُ لكُم بـأنّني مُهرّج !
فمي الضّاحك صنعتهُ لي تلك المرأة الشّقيّة؛
الّتي كانت ترقصُ عاريةً عند باب الحانة...
فَرِحَتْ بـاِبتسامتي الباكيّة !
الّتي وَرِثْتُها من أبي...
فـأهدتني أحمر شفاه قُبلة من نار !
ثمّ رحلت مع ذاك الرّجل البدين المُتنفِّذ.
المُتشرّد السّكير المسكين؛
الّذي كان يقطُن في الرّصيف !
جنب حاوية نُفايات طبيب الحيّ...
طلب منّي أن أكتب رسالة مُشفّرة لـوالديه !
بـأنّهُ أصبح طيّارًا.
أمام إحدى دور الأيتام؛
سـألني طفلٌ بريء الوهج هل لديك أُمّ؟
من شدّة صمتي هربتُ باكيًا...
فـجلستُ على مقعدٍ خشبيّ الحُزن؛
مقابل بحر أضغاث الأماني الزّرقاء !
مرّت مع نسيم الرّيح سيدّة أنيقة العفّة؛
كانت تحملُ أوراقًا مهترئة الاِكتظاظ...
قالت: هل تعلم ماذا يعني أن تكون كاتبًا؟
سمعتُ همسًا بصوت أبي يقول:
" ستحملُ بـأُذن كاهلك أصوات الضُّعفاء !
فلا تتعجرف ليست مِنْحَة أنتَ في مِحْنَة."
ثمّ اِختفتْ إلى ما وراء ظلّ الأشجار...
فـفتحتُ عينيّ، ليلٌ دامس !!
أنا في حضن " الكورنيش ".
« بُهلول » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق
تعليقات
إرسال تعليق