« برقيّة مائيّة » بـقلم: أحمد نجم الدين / العراق

دومًا أزورُ ذلك البُستان؛
الّذي اِلتقينا فيه أوّل مرّة...
لكن هذه المرّة كُنتُ مُفعمًا بـالأمل !
سألتني عنكِ شجرة السّنديان:
أين خليلتُك؟
قلت: رُبّما تجلس تحت ظلّ شجرة الأرز !
مشيتُ حتّى وصلت...
أتربة الماضي مازالت مُلتصقة بـالمقاعد؛
بانت على وجهها شحوبُ الانتظار...
قلت: يا شجرة الأرز ألم تأتي بعد !
قالت و بـصوتٍ مبحوح:
رُبّما تركت لك رسالةً !
على جذع شجرة التّوت...
هرولت ثمّ ركضت، أصبح الطريقُ طويلًا !
أمطرت السّماء؛
رأيتُ في هامة الأفق طيفها الباكي...
حتّى وصلت، كان قد طلّ الخريف !
قُلتُ: يا شجرة التّوت أين برقيّتُها؟
قالت: اِسأل شجرة السّنديان !
لقد دفنت سِرًّا شامخًا تحت ظلّها...
رجعت و بلهفةِ الولهان !
وقد تعبتُ من الحُزن...
فقد امتزجت دموعُ قلبي مع المطر !
حتّى قالت لي العصافيرُ:
نحنُ نشمُّ رائحة العشق في ممرّات الزّهور...
وصلتُ عند شجرة السّنديان؛
رأيتُها جاثيّةً و قد أصبحت بـهيئةِ إنسان !
تحملُ بـكَفَّيّ غُصنها روحًا من ماء...
قالت: أما زلت هُنا !
فسقطتُ مغشيًّا...
إلى غيبوبة الشّوق !
حتّى حملتني السّماء بأكفٍّ من ضوء !
اِستفقتُ بـنصفِ روحٍ هائمة؛
و على وجهي زُرقة الموت...
و كانت غرفتي القاحلة غارقةً بـالبُكاء.

« برقيّة مائيّة » بـقلم: أحمد نجم الدين / العراق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق