« أوبريت انتقام اكلينيكي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق
على لسان امرأة من زجاج؛
صَفَعَتْ خدّ اللّيل بـمرسالِ عتبٍ من شظايا...
فـأقبل الفجرُ بـهيئة رجلٍ من شوك.
يا أيّها الرّجل السّاكن في المرآة !
لمحتُ عيناك بـعينِ جنّ من خُرمٍ خردليّ...
وَقَعَتْ شعرة رماديّة من لحيتك الرّقطاء؛
على حدقتي العمياء من العشق...
فـتحوّلتْ لـقلبٍ بـعينيّ نمرٍ مُرقّط !
أصبحتْ رؤيةُ مشاعري؛
ليليّة نبضيّة الافتراس.
أنتَ الآن على قيد الموت؛
في تمام ساعة انفلاق القمر لـشقين !
متناظرتين؛
دمُكَ اللّزج من سجائرك الكوبيّة،
ودمعُكَ اللّازب من قسوة مُهجتك...
سـأقتُلك رميًا بسهام الخُيَلاء !
تلصّصتُ من نافذة وحدتك السّمراء؛
سَمِعتُ لحن «Badinerie» لـ "باخ" !
فـتحوّلتُ عنوةً لـحسناءٍ مارقة؛
خَرَجَتْ منّي طيفي قسرًا مُسرعةً عارية...
فـاِحتضنتكَ باكيةً راقصة؛
رقصةً خضراء النّضج !
رجعتُ فاقدةً عُذريّة قلبي...
يا فنّان العواطف، مازال دويّ جلجلة صخبك؛
ينخرُ رأس عقلي منذُ عشرين عام !
تلكُمُ متلازمة موسيقى ذكراك...
أقسمُ بـجاه كبريائي سـأنتقم.
في حفلةٍ تنكريّة؛
على إحدى جُزر سيكلادس؛
أصبحتُ إسبرطيّة !
يا سيزيف أنا العنقاء سأحملُ صخرتك؛
ثمّ ألقيها في فم العذاب...
اُمسك يدي فلـنجرج من كوّة الخيال !
إلى كنف الكُتب السّعيدة كـروايات.
سـأعبثُ بمُخّك؛
سـأقرأ لك رواية «الغريب» لـ "ألبير كامو"؛
حتّى تُقتَل شنقًا !
ثمّ أقطعُ حبل الموت منك...
لأدجّك في رواية «كافكا على الشاطئ» !
لـ "هاروكي موراكامي"...
فـتقع مجنونًا في كفن المتاهة.
هههههاااآي؛
أنا الحديديّة أنا "مارغريت ثاتشر" !!.
سـأدخلك في لجّة هوليوود؛
يا "مايكل دوغلاس" لستَ زير نساء...
أنا "شارون ستون" !
سـتموت عشقًا في أنوثتي الطاغية...
سـأجعلُك "تشارلز بوكوفسكي" !
ستتغنّى بي شِعرًا؛
لا تحاول مُغازلتي فـأنا لستُ بجعتك...
سـأغيب منك فرحًا؛
وأقرأ لـ "أدهم الشّرقاوي" فـيطمئنّ قلبي.
سـتضلّ تبحث عنّي؛
فـتُصاب بـاكتئاب غيرةٍ سوداويّة !
ثمّ بـفُصامٍ بارانويدي...
إلى أن يتلبّسك جنّ العشق !
حتّى تُصاب بـسرطان الحُبّ.
سـأتفنّن بـتعذيبك؛
بـتراجيديا ضاحكة، وبـكوميديا باكية !!
في أوبرا "بيتهوفن" وبـأوكتافٍ تاسعة؛
سأرقصُ الباليه على مسرح جسدك !
مُستمعةً السيمفونيّة التاسعة...
سـأتهندسُ بـنحتِ وجهك الحزين؛
على جدارٍ أسودٍ موسيقيّ النفث...
سـأرسمك تجريديّا ثمّ تشكيليًّا؛
على لوحٍ من روق، فـتطيرُ هاويًا إلا العدم.
ستخاف المطر يا رجل الظّل؛
سـتدخُل في متلازمة ديجاڤو سريريّة !
سـتبحث عن حبّة الفيل الزرقاء...
فقط من أجل العثور على طيفي الجّارس،
سـيُكتبُ اسمك في موسوعة غينيس؛
كـأكثر رجلٍ حزين في الكون.
سيُكتبُ سيناريو حياتك؛
كـرواية محبوكة التّشويق، حزينة الخاتمة...
ثُمّ سـيُجسّدُ كـفلمٍ سينمائيّ !
عالٍ إنتاجُ تمثيله...
بـمونتاجٍ رصين وبـمؤثراتٍ بصريّة وسمعيّة؛
خارقة الشجن...
سـتكون المُمثّل والمُشاهد والتذكرة !
ثمّ سـتُباع في شُبّاك التّذاكر؛
بثمنٍ باهظ الفرح.
الآن انتقمتُ منك حرفيّا...
لكنّني فقط؛
كُنتُ أودّ من كلّ هذا الاكتظاظ !
أن أقول لك بـملء الشّوق: ( اشتقت لك ).
«أوبريت انتقام اكلينيكي»
أحمد نجم الدين / العراق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليقات
إرسال تعليق