«يا أيّتها العابثة..» بـقلم: أحمد نجم الدين/ العراق
يا أيّتها العابثة في مُقلة الصّباح !
رأيتُكِ شُعاعًا في أعيُن النّجوم النّائمة؛
على كتف اللّيل...
وأنا مغرورق العينين عند سنا برق ولوجك !
من أنتِ؟
كليوباترا، لعلّكِ نفرتيتي !!
يا غرائزيّة الدّبيب على صدر الحياة؛
من لعنني في قبرٍ من فرعون؟
أنا المُتمرّد الثّوريّ من صُلب الأساطير...
كيف كتبتني بـحبرٍ من كُحل !
على ورق من بعث...
يا أيّتُها القيامة، أتعلمين؟
كم من أسئلةٍ أجبتُ الرّب حتّى مُتّ !؟
أتعلمين من أنا؟
كيف توقظينني من سُبات الآخرة؟
أنا عقل اللّعنة الأخيرة المؤجّلة؛
الّتي أصابت جرم الفردوس...
أنا هيفيستوس في رواية كاذبة للكبار !
وأنا الشيطان في قصص الأطفال الصادقة...
كم رُجمتُ بـحجارةٍ من براءة؛
لم أرى حَجرة من ضوء منذ بدء خلق الكون !
أنا الوسواس الخنّاس؛
من ضلعي القويم خُلقت الخيانة...
يدكِ الموسيقيّة المُشعّة عزفًا صوفيًّا؛
هيّ الّتي بترتني من كوّة الجحيم !
فـكيف لظلٍّ أن يطول عمره؛
تحت ضربة شمسٍ عاموديّةٍ دائمة؟
هل تعلمين !
ما أحمل في بطني؟
أبناء الطّغاة، القتلة، الزُناة !
أنا جهنّم حكّام الأوطان المنسيّة؛
خلف جدار الزمن...
كيف أبلعُكِ !؟
يا أنثى المطر النّرجسيّة؛
سـأتقيّأُ نفسي !
ثمّ أخرجُ منّي عاريًا من القانون...
يا أيّتها الغزيرة؛
يا أيّتها الهائجة، يا أيّتها الثوريّة...
يا أمّ النّور البتول !
يا لمعة دموع ابنة القمر الوحيدة الطّاهرة؟
اغسليني بـضيّكِ حتّى رمق أنفاسي الأخيرة !
لعلّني أتلاشى هباءً منثورا...
مُنعتقًا.. طائرًا بـأجنحةٍ من فراغ !
وإلى هوّة العدم.
أحمد نجم الدين/ العراق
تعليقات
إرسال تعليق