« كلّا » بـقلم: أحمد نجم الدين / العراق
ذاك الصّنديد الّذي ارتقى من ثلّة العقبات؛
كتب في كفنهِ المؤجّل "أنا حيّ" !
لولا جسدي الّذي أكله صرير عقارب الظّلم،
مازالت مهارة الفخوخ تقطع ساق الفرح...
فـتعرج الابتسامات لـتتشبّث بـجانبيّ الشّفة !
حتّى تنزلق ويسقط لعاب دمع الوجه؛
على أرضٍ من عبيد.
في رؤيا ضبابيّة التّمنيّ؛
أنا الّذي حقنتُ مصل البكاء !
في قعر أعين الشّباب في ثورةٍ من نجوم...
حين حلمٍ تحت ظلّ قصّة وطن؛
رَسَمَ من زمرة أحفاذه تمثالًا لـكلمة "كلّا"...
فـجاء ذاك !
لـيسجد سجدة موتٍ من حطب...
ويحرق أخضر ويابس الرّايات البيضاء !
حتّى كُتبَ في نهاية سيرة ذات الشّعب؛
بـأنّهم من سلاسة "نعم".
لـطالما أخاف التّشقلب على هامة المرتفعات !
لذا أصاب بـغيبوية الشّلل بعد كلّ قفزة عالية؛
من أعلى منطاد التّغيّر !
فـأنا إنسانٌ روتيني من الطّراز المُستقرّ...
بيتوتيّتي الضنكة، رؤيا كتابيّة اكتئابيّة؛
ثمّ إنّها عبارة عن مصلٍ من شِعرٍ ثوريّ !
دفنهُ ذوو الذّقون الرّقطاء الفكر؛
في جدارِ سجن الحرّيات المُغيّبة الأثر...
على صعيد ذاكرتي السّمكيّة المُستذئبة !
المُستعيرة عكازًا من ذبابٍ شفّاف؛
لمعرفة طريق الشّهادة في غيهب الخسائر.
عند ناصية لافتات الأمل؛
تصعّد أقدام الأبطال وبـمعراجٍ جناحيّ !
على غيمةٍ من كفن مُبلّل بـماء أعين الأمّهات...
والحبيبات قصصن حنيّة شعرهُنّ؛
بـمقصٍ من كُحلٍ أحمرٍ قانيّ !
الوعود الوفيّة؛ عدم الزّواج حتّى الموت...
مع لطمهنّ على خدّهنّ بـرسائل الحُبّ !
ثم تردّدن بـبُكاءٍ أغانيهنّ المُفضّلة؛
"أنا لـحبيبي"، "أول مرّة تحب يا قلبي"...
والأصدقاء حفروا بئرًا لـملحِ دمعهم؛
المحبوس في حجرة الآهات التليدة...
والماجدات بـهندامهنّ البيضاء؛
رصفن طرق النّجاة لـجرحى العلم !
والآباء حملوا فلذّاتهم على أكتافٍ من إباء...
يردّدون بـصخبٍ "دللول يالولد يبني".
سـتُكتب في جريدة التّاريخ؛
قُصاصات من بشر !
حتّى قيام ساعة موت الخنوع...
كلّا.
أحمد نجم الدين/ العراق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليقات
إرسال تعليق