« انطوائي » بـقلم : أحمد نجم الدين/ العراق

أنا شخصٌ انطوائيّ؛
دومًا أغمض عيني عن أضواء الشّهرة...
حين كلّفني البدر بثّ شكواه للأرض؛
بـهيئة أشعّة بنفسجيّة المُهجة !
كان رفضي على شاكلة قصيدةٍ غزليّة مظلمة؛
فحواها فلسفيّة ثقيلة الدّم !
لذا غاب البدر من يومها من ليل العشق.

بما أنّني لستُ بـشاعر؛
لذا قرّرتُ أن أرسم خطًا هندسيًا بيانيًا !
بيني وبين فلك العُشّاق؛
في جرم يقين الأبراج الخالية من الشّك...
خطًا مقيّدًا بلغةِ شجنٍ غائمةٍ جزئيًا؛
عندما يتبلّل من بُكاء السّعادة !
يسيلُ إلى مجراه؛ عين الفنّ...
فنٌّ سرياليّ حديث !
تشكيليّ ممزوجٌ بـنكهة الحضارات؛
السّومريّة والإغريقيّة والرّومانيّة...
أنحتُ فيه رؤياي على حائط الحلم !
فـترسمُ لي طبيعة جدران السّماء؛
زُرقة طيف أنثى قلبي النّائمة !
في سرّة الفردوس المؤجّلة القصّ؛
كـملاكٍ حزين.

لأعود خالي الوفاض من العقل؛
إنسان نياندرتال !
أكبر هميّ كيف أُحدث نارًا؛
بـضرب حجرتين صوان ببعضهما البعض؛
على كومة قش...
بعدما كُنتُ أنزعجُ من صوت حكّ الأظافر؛
على الزّجاج !
وتوقظني دندنة تساقط قطرات الماء؛
من فاه الصُّنبور.

على إثر الصّحوة الّتي حدثت؛
في ثقب أوزون العلم من تطوّر ميتافيزيقي !
رُفعت الأشعّة الفوق البنفسجيّة؛
من القوانين الإلهية !
لكن أصبحنا عُراةً من المشاعر اللّاسرطانيّة؛
أمام كفّ الكون تحت ظلّ حُريّة خرساء...
صمٌ بكمٌ عميٌ؛
لذا ها أنا أنطوي بين كتفيّ حُجرة غانية !
تقدُّني فيها الوحدة قُبُلًا ودُبُرا...
وتقول أوراقُ أمنيتي العاقر؛
لـخريف عمري العقيم لا هيت لك.

أحمد نجم الدين/ العراق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاريخ كتابة النّص:
(١٩/ تشرين الأول/ ٢٠٢٠)
إعادة صياغة:
(١٩/ أيلول/ ٢٠٢٢).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق