« أنا اللّيلة خالٍ من الشِّعر... » بـقلم: أحمد نجم الدين
أنا اللّيلة خالٍ من الشِّعر؛
خالٍ من الأنا المُعزّرة بـالأنفة...
أنا في تمام التّواضع عند مفرق البُكاء،
أزرع حزني الفارع قصّة قصيرة؛
في خزف الأماني التّائهة !
وأنفخ في فم النّبتة مسك روحي البتول...
ثم أموت رويدًا رويدًا؛
حتّى يبتسم شفّتي !
وينطق القلب آهاته التّليدة؛
قائلًا أنا بـأتمّ خير.
أنا اللّيلة خالٍ منكِ؛
سـأرحل إلى جنب جذر سدرة الحياة...
وأنتهي في خمرة الحفرة !
ثمّ أشكي للأفاعي ماذا فعلت بي الكلاب.
أنا اللّيلة خالٍ من النّسل؛
قرب قبر أبي !
أُعاتبه بـصوتٍ من سوط...
وأشرب عصبيّته خمرًا محلّلًا !
ثمّ أستدير مترنّحا لـجدّتي؛
فـأقول لها بـأنّني أصبحت لقيطًا !
بعدما أخذتِ منّي ابنكِ المُفضّل...
سـأُعاتب أبي؛
لماذا أخذت عمي الهادئ العجول؛
وأسكنته قربك؟
أكنت تودّ أن يمتصّ غضبك؟
ويزفره بـوجه بيتي الأصفر !
حتى أخرج من كبده حيًّا !؟
أنا اللّيلة عندك الزّائر الأول من عائلتك؛
وأنا سعيدٌ جدًا يا أبي...
هذه اللّيلة سـأكون خالٍ من بيت أمّي !
سـتبكي كثيرًا وسـتنتظرني للعشاء...
رغم أنّي راقدٌ في محراب مسبحتها؛
جائعٌ من الدّعاء.
أنا اللّيلة خالٍ من الكُره؛
ألهو بـكفّ الفرح كـطفلٍ من مسد !
رغم أنّي سـأكون اللّيلة قوتًا للأرض؛
مأدبةً طازجة للدّود...
أنا حيّ.
أحمد نجم الدين/ العراق
تعليقات
إرسال تعليق