« شيزوفرينيا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

شيزوفرينيا
ــــــــــــــــــــــ
عند الخطاب الأخير؛
كُنتُ على وشك التّحلُّل لـشخصين !
فـأنا أنشطر كلّما هبّ عبير غيثكِ...
أنقسم فـأخرج من ظلّي !
نورٌ بلا عتمة...
أمتزج مع شُعاع الشّمس،
أمام شُبّاك غرفتكِ؛
المُطلّة على محراب المطر...
حيث انبثق الثّلج من ضلعهِ الأيسر !
بـموافقة فصل الصّيف لـيكون حبّات كرز !
تهطل من غيمات شجرة بلّوط حديقتك...
كُنتُ أنا الرّذاذ الّذي مسحتهِ من نافذتك !
يا ابنة الضّباب.

ولأكون حُرًّا؛
أصبحتُ ظلّي الآن، نصفي المُنسلخ...
عندما تشتعل نار الشّوق أختفي !
أخرج عن مدار الحياة لأجلس مع متشرّد...
أنا رغيف خبزه، صديقه الوحيد...
كلّ يومٍ قبل نومه ينعتني بـالوفيّ !
رُغم أنّي الخائن لـنفسي؛
فقد تركتُني وحدي.

عندما كُنتُ طبيبًا بـمصحّة عقلية !
كُلّفتُ لأُعالج مريضًا مصابًا بـالشيزوفرينيا..
غَلَقَ باب الغرفة وهو جالسٌ أمامي !
ثم أطفأَ الأنوار بـغمزة؛
لـيُسمعني جداله المُخيف...
عدّة أشخاص؛

في الزّاوية اليُمنى ضابط تحقيق،
يُعذّبُ مجرمًا قتل أطفاله !
بعدما هجرته زوجته...
ينتهز الفرصة فـينتحر بـقلم.

عند الأريكة؛
مُحامي بارع يدافع عن امرأة خائنة...
حُكمُ القاضي المُرتشي... براءة !
لـتتزوّج مُنظّف مكتب زوجها الطّيار.

على الجّدار ظلُّ طفلٍ يبكي؛
انبعث من وهج شمعةٍ خافتة...
ويكأنّما كان يُمثّلني !
لقد فقد والده، رأيتُ ابني في عينيه...
مسك بـيدي؛
وطلب منّي أن أجعل منه سندبادًا !
قال لي إنّهُ يعشقُ أليس؛
ويريدُ أن تكون صديقته...
قَفزتُ داخل الجّدار؛
لأدخل كوّة خياله، بلاد العجائب !
أنهارٌ من عسل تشربُ منها طيورٌ قزحيّة !
غاباتٌ وشلّالات بـسماءٍ زرقاء صافية...
مدينة دائمة الرّبيع...
تثمرُ من شجرةٍ واحدةٍ عدّة فواكه !
النّسر الذّهبي عشيق الأرنب البريّ !
النّمر صديق الغزال !
والذّئب رفيق الخروف...
الأميرة الصّغيرة رحبّت بنا؛
وقالت للطفل:
لقد كُنتُ بـانتظارك يا صديقي العزيز.

استفقتْ؛
اختفى المريض !
كفًّا بـكفٍ مع ظلّي...
لقد أصبحت شخصًا واحدًا !
دورة حياةٍ جديدة.

أحمد نجم الدين / العراق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاريخ كتابة النّص:
(٢٧/ تشرين الثاني/ ٢٠٢٠)
مع إعادة صياغة بسيطة.
اللّوحة أدناه منقولة والكتابة عليه من تصميمي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق