« رؤية » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق
ما عدت أرى؛
أنا والهاوية ضدّان !
رغم أنّي في القعر الآفن لجُبّ السّماء...
جذعي إسبرطيّ وهامتي سرياليّة؛
دماغي تفّاخة خضراء !
وبطني دودة قز...
فمي حار وأنفي بارد !
وسمعي ثاقب النّظر...
أعين أطرافي جاحظة وعنقي في صدري !
فـقُل لي بـربّ خلقك يا أَمَة الفلسفة؛
بـأيّة لغةٍ سـتُكلّميني؟
أ بـلغة العين؟
حتّى أنا لا أفهم لغة نفسي...
أحيانًا تطرق الذّبابة باب رأسي !
إززززززز فنننننن...
لا أعرف لغة النّسيان !
ألجأُ لـمعاجم التّأريخ...
فـأكتب في الفهارس بـقلمٍ من مسمار؛
مرسومَ حرفٍ هيروغليفيّ !
ثمّ أرقص حرقًا على نار الفهم...
في مسرحٍ من شِعرٍ إغريقيّ؛
فـيضحّك عليّ الأُرستُقراطيّون...
ويصفّق القرويون؛
لأتعلّم لغة الإشارة !.
جاري المشلول ينظر من وراء الجّدار؛
فـيرسمني في عقلهِ نملة !
دبيبي الخياليّ المترنّح؛
يوقظ ماموث الآلهة الصوفيّ...
يعصرُني بخرطومه لأتحوّل لنهر !
يشربُني البرد ثلجًا...
وأنا الّذي كنت ذات يومٍ ابن النّار البار !
من سـيقذفُني إلى قعر جهنّم إثمًا؟
أ رياحكِ الصّفراء؟
فـكيف سـأنجو؟
هل ينفع البُكاء؟
كنتُ دومًا أسأل نفسي أسئلة ساذجة !
كيف يبكى الأعمى؟
وهل الدّموع مسمومة؟
وكيف يعمى الشّخص من البُكاء؟
أيقنتُ حين ضعُف بصري.
مازال في عيني موجتين بحر !
وشلّال نهر، ومدّ البصر شط...
ولن يعمى قلبي.
« رؤية »
أحمد نجم الدين / العراق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليقات
إرسال تعليق