« ثرثرة » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

كيف أصبحُ طيرًا في سماءٍ بـهيئة شجرة؟!
سألتُ عزرائيل في تمام ساعة البعث !
حيث سافرتْ إحدى الأُمّهات؛
إلى دارها المُرقّم صفرًا في قطاع عليين..
عن سبب أخذه أرواح الأطفال؟
توقّعتُ ردًّا ملائكيًّا..
لكن كان الصّمت؛ كـريحٍ صرصرٍ من زمهرير.

لقد خانتني الرّصّاصات الوفيّة؛
في عاصمة المُدن الفاضلة..
حيث كان القنّاص يعتقدُ بـأنّه فيلسوف !
كَتبَ مقولاته بـحبرٍ من فسفورٍ أبيض..
خَبّأها تحت الحُجرة الخامسة؛
في قلعة الأفلاك التائهة في مجرّة الذّنب.

أوصتني الأبواب بـعدم إزعاج صاحب الدّار؛
تلك المكتبة الّتي رُسِمَتْ فيها؛
رموز انعدام القلق !
كُتِبَ على عتبتها المهجورة ممنوع الضّحك..
على حدّ قولهم؛
ريثما يدخلها أحد كبار المُثقّفين..
يُفتح لهم بابًا من خلف أسوارٍ من لُدّ !
يبتسم المفتاح ويلوي بوزه بـمكر..
تقول له الحاشية: أدخل يا صاحب السّمو !
"أخلاق بن أنفة".

تلقين صهيوأمـ...؛
في الرّكن الهادئ تحت مجهر الزّهد الكاذب..
يا أيّها القائد المُبجّل؛
أهلًا بك في بار كتب التّاريخ العنيدة !
ذاك الرّف السّادس والسّبعون لكَ بـأكمله..
احفظ بـأمان رقمه السّري في جيب؛
الأماني الضّائعة في ثقب الخنوع !
ولا تدع النسانيس يُحَلّقون عقلك؛
من شَعر المعرفة.

«ثرثرة»
أحمد نجم الدين / العراق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق