« جنّة العدم » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

أتمنّى أن يكون تشييعي !
من بيتي في مركز المدينة المنكوبة؛
إلى سرّة القبر أمانةً !
على نعشٍ من ماء..
لا تجلسوا كثيرًا ولا تلقّنوني !
فقط ارموا التراب وارحلوا إلى الأبد.

لديّ مهمّة منذ اليوم الأوّل للموت؛
عليّ أن أعتب على صديقي الشّهيد !
كيف تركني بلا روحٍ كلّ هذه المُدّة..
هل رأيتم جسدًا حيًّا بلا روح؟.

الحيّ الّذي كنت أقطن فيه؛
كان يفوح منه رائحة الدّم الثائر..
أشمّه صباحًا مع كسرة خبزٍ؛
وشاي مُهيّلٍ مُرّ !
ثمّ أذهب إلى خان تمرٍ من ملح؛
أبيعُ فيه أكياسًا للذّباب !
لـحين غروب الوعي.

منذ ولادتي المبكّرة العسيرة؛
وأنا أنيس الأموات..
قبل النّوم !
عليّ جرد قائمة الموجودات في مقبرة؛
غرفتي المبنيّة على ظهر الجحيم.

في يومي الأخير في القبر؛
يجب تسليم أوراق ثبوتيّة العذاب !
لـزبانيّة الإفراج..
ولأنّني ولدتُ ثوريًّا أمزق الوثائق !
لأحصل على مكانٍ هادئ؛
في جنّة العدم.

أحمد نجم الدين / العراق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق