« خُلُو » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

في مرحلة المُراهقة؛
كُنتُ نايًا في فم الحياة !
تعزف الرّياح على قصبات رئتي..
فـيرقص فؤادي رقصة الذّئاب !
حول ثقبٍ من لهب.

تأتيني نوبات الضّحك السّريريّة؛
كلّما تدقّ نواقيس الحرب !
فـأنا ولدتُ من رحم الملاجىء..
أتذكّر عندما كنتُ صغيرًا؛
صنعتُ لعبةً من بقايا مدفع هاون..
أصدقائي كانو يلعبون بـمرحٍ نازيّ؛
بـبقايا رصّاصات !
أمّا في نهاية اللّعبة؛
فقط؛ نجرد عدد الأموات.

منفضة سجائر أبي؛
كانت على هيئة راجمة !
يحرقُ ذكريات موتهِ المكرّر؛
بـبارود أنفاسه المُتحسّرة للعيش..
يروي لي قصّة كوميديّة !
فـنضحك حتى الشّفق..
بعدها يرتدي معطفه الحربيّ الشّجن؛
ثمّ يلتحق بـمناوبتهِ اللّيليّة؛
الزّيتونيّة الغياب.

عندما كبرت؛
كبرُ المُحارب معي..
أصبحتْ زُمرات دمي؛
عبارة عن شهقات أسماك !
"البيرانا" تنهشُ لحم ضعفي..
لأكون في قمّة البرود !
حتّى في لحظة سكرات المعارك.

المرأة الّتي رافقت خيالي طوال عُمري؛
لم تكبر أبدًا..
ولا حتّى رمشة عمرٍ من شعرةٍ بيضاء !
كانت ترسمُ على صدر وجعي قُبلةً من دمع؛
فـأبكي وأبكي.. من شدّة الفرح..
حتى تُطلق صفّارات إيقاف إطلاق النّار.

أنا اليوم خالٍ من المشاعر تمامًا..
مُدّ سيف عذابك في أيسر صدري؛
ثمّ اخرج قلبي بـأصابعك الخمسة !
وأعدك بـأنّك لن تسمع آهٍ واحدة.

أحمد نجم الدين / العراق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق