« نيكوتين » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق
سيجارة ونيف.. مع رسالةٍ ورقيّة سريّة معطّرة بـالنّدى المتساقطة من زهرة القلب النّازف؛ لـتشيخوف وهو يغازل السّيدة صاحبة الكلب من وراء باب القصّة! ثمّ البابونج وريح الهيل.. هذا ما أشمه كلّ صباحٍ في حضرة الاستيقاظ في خيال عالم المستقبل، الّذي تمّ رسم خريطته على جدران الرّؤيا الجسورة الكذب.
إكلينيكيًّا؛ الأمر يحدث بـشكلٍ آخر وخارج نطاق تغطية الحلم، لا مفرّ من الخيبة، وكأنّما أسمع صوت بوكوفسكي وهو يقول "لا تحاول"!؛ فـرائحة عجلات الحياة ومكابح العيش تختلط مع الشاي؛ بـنسبةِ كافيين عالية النيكوتين! لذا يكون استرجاع ما تبقّى في المعدة من اللّيلة الماضية إلى سلّة الشارع في غضون شهقة سيرٍ مُستعجلة.
عند عامود الإشارة السّوداء الثّلاثيّة التّفكير؛ حيث تقول لي الرّياح: "الأسوَد يليق بك" بـصوت أحلام مستغامني؛ عليّ الوقوف نصف ساعة جنب شجرة الأوكالبتوس! الّذي أكلهُ ملح الشّحّ؛ للعبور على جسر المخالفات الصّحيّة على حدّ قول ضابط مرور البشر.
كيف ستكون المدينة بلا شارعٍ ولا أشجارٍ ولا إشاراتٍ ولا ضابط مرورٍ ينقلني لمستشفى مهدّمة؛ بعدما يدهسني سيّارة بـجناحين من سيكوتين! هل سـأتجرّع الموت جرعةً واحدة بلا -تخدير-؟ أم سـأستنشق رائحة دمٍ نضج قبل أوانه؟ مع حلوى من الجنّة أو زرنيخ من جحيم أفئدة الخونة؛ لأرى "ديكارت" مُتأمّلًا في الأفق.
في المدينة الفاضلة؛ مقابل قرية القِصابة! الّتي تسكنها فلاسفة الفنّ؛ يحدّون سكاكين الشّجب ويستنكرون من النّهر إلى البحر؛ وهم غارقون في دين الرّقص على مؤخرات الأطفال! ويضحكون بوجه المشاهدين وهم يلعبون الشّطرنج على ظهور الشهداء، يجلس أفلاطون في نهاية المسرح فـيؤشّر لي بـسبّابته إلى قبّةٍ من حديد! فـأُصاب بـمتلازمة توريت مؤقّتة مصحوبة بـالشّتائم المُكرّرة.
أحمد نجم الدين / العراق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليقات
إرسال تعليق