« قرابين » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق
عندما تُسحبُ منّا ياقة الحياة؛
من الأمام قسرًا !
علينا فكّ أزرار قميص العمر قلعًا..
وإلى عليّين الموت.
غدًا فجرًا سـأنتعلُ ظلّي اللّدود؛
وأسيرُ مُهنّدًا إلى المقابر !
في البداية سـأسأل شجرة البلوط؛
المصلوب عند العتبة.. كم تبقّى من عمري؟
هل سـيكفي الوقت لأتحوّل لـشجرة؟
ثمّ أتحدّث مع الأرض بـلغة الدّبيب؛
هل أملك مترًا منك؟
الدّفان يعصر راحتهُ بـلهفة !
أريدُ أن تحفر لي بئرًا ومدفأةً جنب قبرنا..
أنا وأنت؛ من سيدفننا الآن؟!
سـنغرقُ في الصيف ونحترقُ في الشّتاء.
بما أنّني خشبيّ العظم؛
ودومًا أحملُ معي كبريتًا !
لأصنع منّي شمسًا..
سـتراودني البلابل ويـستبيحني النّحل !
التغريدات سـتكون تهويدة نومٍ أبديّة..
والطنين بوقٌ لـبداية البعث !
صبرًا جميلًا.
بعد غدٍ سـتصبحُ حواسي حادّة؛
سـأرى الأرواح وأسمع كلّ الهواجس !
وأشمّ ريح العفن وأتذوّق مرّ الدّود..
ثمّ لن ألمس الأبواب الإنسيّة بعد الآن !
جاراتي الأشجار المصلوبات؛
ارفعو أيديكنّ إلى السّماء !
مدد، مدد، مدد.
«قرابين»
أحمد نجم الدين / العراق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليقات
إرسال تعليق