«الشّعراء من دمع» بـقلم: أحمد نجم الدين / العراق

الشّعراء رفقاء الموت !
حين يَصْلَونَ سعير الحرف خمرًا..
ثمّ إنّهم مجانين؛
فـهُم يضعون أنفهم تحت صنبور الجرح !
وترقص أطيافهم رقصة الزوربا؛
عند حانات الحروب !
معركة تلو معركة.. خيبة تلو خيبة..
وبـابتسامةٍ باكية يغنّون أنشودة الدّمع !
في طقسٍ ماطرٍ من دم.

الشّعراء في جهنّم !
الحياة..
فراديسهم برازخ حرفيّة من بنادق؛
يعشوشبون في شيب القضايا نبالًا..
لـيتساقطوا غلمانًا ثائرين على آلهة الظلم !
وعقابًا من هلاهل..
على المتجبرين؛
على المتأسلمين على كراسي الدّين !
عماماتٍ بيضاء..
سود.. خضراء.. ورديّة.. 
ثمّ قزحيّة ناقصة لون !
زمن عبّاد قطارات التطوّر..
حيث سلامهم !
الرّاحلين إلى قصر أينشتاين !
نظريّة اختفاء.

شعراء الآن حالمون؛
حبيباتهم من عباءاتٍ رماديّة !
من عيش..
غزلهم دموعٌ؛ تُسرّح شعر الأموات..
هاؤم اعمو عَيْنِيَهْ !
أحسنت الرّثاء.

الشّعراء أغبياء ولكن !
أذكياء..
يغتسلون بـمطرٍ من عاطفة عقل..
يعشقون الماء !
بحرًا..
نهرًا..
بكاءً، حتّى الغرق.

الشّعراء تكوّنوا من الدّموع.

«الشّعراء من دمع»
أحمد نجم الدين / العراق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق