« سكوت آثم » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

صدّقي؛ لم أكن مُتجاهلًا أبدًا !
رغم الفروض؛ دومًا ألجأُ همسًا لـكفّ الماء..
ثمّ أُناجيه متمنّيًا أن يغسل مِنّي الظّنون.

بعد عدّة محاولات فاشلة لـسمع الهمسات؛
أنزلُ بـكامل قواي "السّمعونفسيّة"..
إلى جذر الجّب بـأربعة أقدام حلزونيّة ليّنة !
أتنصّتُ بـأُذنٍ بوقيّة ثالثة لـحديث الطّين..
سـأعلم كيف تُنجَبُ الأصوات من رحم الأرض.

تقول الدّيدان: سـنأكل كرنب العيون !
لا دمع بعد اليوم، سوى ندى الصّدق.
تتحدّث جذور الأشجار النّمامة !
عن العصافير، حيث يضعون في أعشاشهم؛
رسائل العشّاق الشّهوانيّة الصّدى !
تتلوها البذور الميّتة من أعوام؛ أنشودة بعث.

سـألتني من قبرها؛ المشتاقة لأبيها؛
كيف سـتحذف من ذاكرتك؛ الحديث الأول؟
بما أنّني فقدتُ الكلام، أجبتُ بـالإشارة !
رغم أنّي لا أجيد لغة الصّم والبكم..
لكن التّلويح بـيدٍ وذراعٍ ضاحكة !
كانت كفيلة لـكي تذهب بـابتسامة يقينيّة الأمل.

أنا الآن لست كـالأمس؛
ما عدت أجيد المُجاملة، أحيانًا ألجأُ للصمت !
لكن بـدَوِيٍّ انسيابيّ.. كـغناء شلّال..
أنا السّكون؛ السّكوت الآثم.

أحمد نجم الدين / العراق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق