« ماء » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق
سبتمبر يمدُّ نصف عنقهِ للخريف !
يسألني : كيف حالك مع العزلة الباردة ؟.
أبصرُ شبح مرايا الوحدة من خرم صدئ ؛
أتمشّى في صحراء الذاكرة حافي القدمين ...
أتشظّى ؛ ينقلني الهواء المُثقّل برائحة الدّموع ؛
إلى حلمة الغيوم الرّاكدة في حجرة المُقل !
تبكيني السّماء ؛ فأتساقط حُرّاً كماء .
أنا ترابيّ كيف سيلدني طين الأرض ؟
جذور أشجارٍ نائمة تمدّ خيوطها الشّاحبة ؛
كأنّها أصابع أملٍ نحيلةٍ نادمة ...
تدقّ على خشبٍ تكوّنَ من جلد عنكبوت أبيض !
يثقب قلبي ...
أنظر إلى أفقٍ من قبر ؛
يفتح مرآة الطين أذرعه العملاقة !
ثمّ يحضن بقاياي الملتصقة على قدم المطر ...
يعصرني ؛ فأذوب .
أنا بخير يا سبتمبر ...
مازلت على قيد النّبت !
أسقي نفسي من عينِ ماءٍ باردة التّخفّي .
« ماء » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق
تعليقات
إرسال تعليق