طاحونة الزّمان / بقلم : زينب رمّال

طاحونة الزّمان 

ضُمّيني أيتها السّحب العابرة
حيث أيادي السّماء مشرّعةعلى رؤياي
حيث اجتراح المجاز بأرتعاش المفردة
اسرجي لما تبقّى من لهفة
على متن الرّياح
دعي أصابع البرد تحيك وسادة الحلم
تميمة عبور الى دفء التّلاقي
مريميّة طوق نحيل
ذري رماد العشق على صليب المواقيت
لأتحسّس هدير الجمر في مواقد الغفران
انثري ما تبقّى من خلجة الحرف
الموسوم بشغف الرّؤية
المتدفّق على أشهاد العطش
المكتنز في حجور الشّوق
انسلي من قيثار نبضي وترا لشرود عينيه 
اميطي الّلثام عن شجونها
اعتلي سنام الوعود المشتعلة
عند نواصي الانتظار
كنورسة اثقلها الهجران
فناورتْ فلول  الصّدى
قبل ان يتوارى المغيب
على سفح افق دامس
فمسّدت اجنحتها ايدي المساء
ضعيني بين خوافق النبض المعمّد
بحبر الغواية
وانسجي في كفّ الهمس خطوط الوصال 

حين مساس
غلّقي الأبواب على هوادج الحبّ
المقدودة قمصانها من إثم الخطايا
الهاربة من اخمص التكوين
احبسي ما اكتنز من بوح
في أعناق النّخيل
في اكوام القصب النائحة على الوجع
كي لا يتسرب من ثقوبها الانين
ولا تحترق بفوهة حمأتها الدموع
المعجونة بجمر الفراق
خذيني الى مآلات الضّجيج
الماثل عند النّزع الاخير
من اضغاث الذاكرة
هو الليل كهدهد منسي 
يؤرّق أهداب النوم
يذرف ثوانيه الثّقال
بين عقارب صدئة
ويتلاشى في  طاحونة الزمان

     زينب رمّال

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق