معارضة قصيدة نزار قباني أحبك أحبك و البقيّة تأتي / بقلم : ناهد بدران

معارضة قصيدة نزار قباني
أحبك أحبك و البقيّة تأتي

حضوركَ وحيٌ .. لفّ القصيدةْ
و عيناكَ خمرةٌ قدسيةْ 
وشاحُ سحرٍ .. و الشّوقُ برقٌ ..
يقدّ وتيني
فكيفَ عصفتَ رقيقاً ..؟
تمشّطُ أنفاسَ شغافٍ بربريّة
أتعلمُ أنّكَ قيدُ انتظاري ..؟
و إنّي أحبّكْ ..
و أعشقُ صمتاً يثرثرُ في عينيكَ
و حبّاتِ قمحٍ تغفو على راحتيكَ
و من صدركَ أقطفُ ألفَ دليلْ
أحبّكَ أكثرْ ....
فلا تتنكّرْ ... لهمسٍ .. و عزفٍ
سقاكَ الهوى من دنانِ العيونِ ..
رؤىً حاتميّةْ 
أريدُ التّبحّرَ فيكَ أكثرْ ..
أريدكَ فصلاً يزفّ الرّبيعَ ببوحٍ معطّرْ
دعني أقبلّ حسناً تبدّى
زهوراً على هضبةٍ تدمريّةْ
و أرقشُ ضوءً بين النسائمِ تحتَ الجّبينِ ..
و أسكبُ شعراً فوقَ القدودِ و بين الخدودِ 
في ظلّ خطوطٍ خمريّةْ
دعني أعانقُ صوتاً كنوتاتِ صباحْ
أتسألُ حقاً ...؟؟
أجيبكَ صدقاً ... و عن طيبِ نيّةْ 
فأنتَ الشّراعُ .. و أنتَ الضّياعُ ..
و ليلٌ توشّى بخيطانِ فجرٍ
ليسقيَ لحناً يميسُ إذا ما روتهُ
النّايات العذريّة .. 
نديماً أخبئهُ في بسمةٍ خضراءَ ..
و أطعمهُ نبضةً عصماءَ ..
بصدقِ السّجيّةْ ..
أما زلتَ تقرأ ظلّي بين الزّوايا ..
و على جبينِ المرايا 
و تسقيهِ من نغمةٍ شعريّة
ما زالَت قهوتي مرّةٌ
وحديث عينيكَ يحلّيها ..!!
 و لا زلتُ أبحثُ عن مفرداتٍ
تعيدكَ شمساً 
بينَ الضّفائرِ البريّةْ ..
اسكبْ نجواكَ في أكوابي
أنا العاشقةُ العنيدةْ
إن نلْتَ من طرفِ عينيَ نظرةً 
تكتفيْ ..
و لن تطلبَ المزيدَ  
بماذا أترجمُ نزفَ الوتينِ ..؟
فهل من حروفٍ تواسي القصيدةْ ..!
و كلّ اللّغاتِ أمامَ عينيكَ بكمٌ
و كلّ الحساباتِ صفرٌ
و تبقى المعادلةَ الخطيرةْ
أريدُ لغةً تقبّلُ خدّكَ .. تزرعُ 
بينَ الشّفاهِ الشّقيّةْ
نجوماً كثيرةْ ...
و إنّي أحبّكَ ... و تلكَ هي البقيّة

ناهد بدران

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق